انت الان في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة

مقالة علمية بعنوان " الفرق بين تحليل المسار وتحليل الانحدار " للتدريسي في كلية التربية الرياضية ( م.م.محمود سعيد حسين الشراد ) تاريخ الخبر: 04/05/2024 | المشاهدات: 126

مشاركة الخبر :

ان فلسفة تحليل المسار لا تختلف بالمفهوم العام عن الفلسفة الرئيسية لتحليل الانحدار المتعدد في كونها قائمة على تصميم معادلة تتنبأ بسلوك او نتيجة المتغير التابع بالاعتماد على بيانات مجموعة من المتغيرات المستقلة ، فهو امتداد لأنموذج الانحدار المتعدد الا انه يعتبر اكثر تطورا منه على الرغم من أنه يتكون من مجموعة معادلات انحداريه اذ إن "أنموذج المسار هو طريقة رسومية لتمثيل معادلة انحدار أو عدة معادلات انحدار مترابطة ، والتي غالبا ما تستخدم لتكوين الاستدلالات السببية"، اضافة الى أن تحليل المسار يتبع منهجية على وفق النظريات العلمية و الافتراضات المنطقية في مواءمة المتغيرات المستقلة وتوضيح تأثيرها المباشر وغير المباشر بالمتغير التابع فهو "يسمح للباحث بتقدير قوة التأثير البنائي المباشر من متغير الى اخر والتأثير غير المباشر خلال متغيرات متداخلة او وسطية في أنموذج المسار المحدد مسبقا".

نستنتج من ذلك أن تحليل المسار يتشارك مع تحليل الانحدار في امور معينة ولكنه يختلف عنه في امور اخرى، يمكن حصرها بالنقاط التالية وكما موضح في الشكل .
1 تحليل المسار يسمح للباحث بدعم الأنموذج المفترض بالنظريات العلمية، باستخدام مخطط المسار (Path Diagram)، بينما تحليل الانحدار يوفر مخططاً رسومياً وفق العلاقات المبنية على المنطق الاحصائي فقط ولا دخل للباحث في تصميمه.
2 تحليل المسار يمكن الباحث من التعامل بمرونة مع المتغيرات من خلال تحويل العلاقات المفترضة في الأنموذج الرسومي الى معادلات يتم تقديرها واختبارها، بينما تحليل الانحدار يضع قيود معينة على نوع العلاقات في بناء الأنموذج.
3 تحليل المسار يعد أكثر شمولية ودقة لإمكانيته في تحديد قوة التأثير ونوعه بين المتغيرات، ونتيجة لذلك فان المتغيرات في أنموذج المسار قد تكون مستقلة وتابعة في نفس الوقت على العكس من تحليل الانحدار الذي تكون فيه المتغيرات اما مستقلة او تابعة اضافة الى أن نوع التأثير بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع يكون مباشر.
4 تحليل المسار يمكن الباحث من إدراك اخطاء القياس او التباينات غير المفسرة وتحديدها في الأنموذج بشكل دقيق على العكس من تحليل الانحدار الذي يفترض عدم وجود اخطاء قياس او تباينات غير مفسرة في أنموذجه.
5 تحليل المسار يسمح للفرد ان يذهب ابعد (ما وراء) من اختبار الفروض المتعلقة بالفروق بين متوسطات المجموعات ، وذلك لاختيار فروض تتعلق بالفرق المعياري للمسارات من العوامل المؤثرة المختلفة الى العوامل المتأثرة بالعلاقات البنائية.
6 يمثل إنموذج المعادلة البنائية مدخلاً مرناً لاختبار فروض حول العلاقات بين متغيرات مقاسة ومتغيرات كامنة وتشتمل على ملامح من تحليل الانحدار والتحليل العاملي , وهذا يبرز قوة المعادلة البنائية في قدرتها على التعامل مع الأبنية التحتية للظواهر النفسية التي يصعب ملاحظتها.